السبت، 26 مايو 2012

حمدين صباحي .. املنا كلنا


كانت البداية في ظهور حمدين صباحي كمرشح رئاسي بشكل شبة رسمي أثناء الثورة حيث اعلن انه على استعداد تام لتحمل المسئولية و نذكر انه اول من اعلن تحديه لجمال مبارك و جمع توكيلات ترشحة لرئاسة الجمهورية في 2010 حتى تأسيس الجمعيه الوطنية للتغيير ، و لا ننكر ان البرادعي الأب الروحي للثورة في نظر الكثير من الشباب و ممن تحمسوا و شاركوا في الثورة و لكن بقى الاحترام للمناضل الثوري حمدين صباحي قائم حتى جائت لحظة الحسم و تتويج نتائج الثورة بالهدف الأسمى لها و هو رئيس مدني منتخب . أنسحب من كان يلتف حولة الكثير من الشباب للثورة و لا ننكر أيضاً ان كثير إن لم يكن غالبية اصوات ابو الفتوح و صباحي هي للبرادعي و لكن استطاع صباحي في نهاية السباق ان يحسم معظم القوى الثورية لصالحة بصدقة و انحيازة التام و الصريح للفقراء و تبنية مبدأ و مشروع العدالة الاجتماعية الذي يختلف عن كل المشروعات التي تتبنى الرأس مالية .
و عندما احتدم الصراع بين ابو الفتوح و صباحي طالب الكثير منهم بالتوحد في فريق رئاسي واحد و لكن كنت رافض تماما لهذة الفكرة و لا يمكن لأول انتخابات رئاسية بعد الثورة ان تخلو من رئيس مدني ثوري غير ذلك ان ابو الفتوح هو في النهاية ينتمي الى تيار الاسلام السياسي – الوسطي – فسنجد انفسنا مخيرين بين الفلول او الاسلام السياسي و هي التيارات التي تحظي برفض كثير من الشباب الثورة غير ذلك الاقتناع بشخصية و منهج مشروع صباحي الذي يؤهلة بقيادة الدولة . و اللغز هنا هو ابو الفتوح الذي فتت اصوات صباحي بمشروع فردي و في النهاية الثورة هي من دفعت الثمن
و في هذة اللحظات التي تشير النتائج الأولية الى تقدم مرسي و شفيق و هو أسوا سيناريو للثورة فاصبح المواطن مخير بين من سفك الدماء و من يتاجر بها , بين حزب وطني جديد و الحزب الوطني نفسة .
بين الاستبداد الديني او الاستبداد العسكري . لقد وضعنا الكثير في مأزق بانتخابهم وزير موقعة الجمل و من لوث يدة بدم الابرياء و بعد عام و نصف من انعدام الامان و عدم الاستقرار نعود الى نقطة الصفر .
اما حملات كل من مرسي و شفيق فتريد الاستفادة من هذه الكتلة الهائلة التي أذهلت الجميع بانتخاب صباحي – بحملة هي من أفقر الحملات – و مغازلتة في توليه نائبا او نصيب في الجمهورية الجديدة و لكن كمؤيد لصباحي فسبق ان رفضت تحالفة مع ابو الفتوح و أيضا اعترض ان يتحالف مع من تورط في سفك الدماء و أعلن صراحة انه ينتمي الى نظام بائد عانينا منه الكثير و بوصوله سوف يتم أنتاجة او مع من تاجر بدماء الشهداء و خان الثورة للوصول للكرسي فبفعلة ذلك سابقا سوف يكرره في هذة الانتخابات .. عذرا لقد وضعتوا الشعب في اختيار صعب اما سيناريو الثورة الرومانية او ثورة ايران !!
فالتحالف كنائب للرئيس مع مرسي فكرة مرفوضة لاحتكار الإسلام السياسي للسلطة و التحالف مع شفيق مرفوض ايضا وفاء لدماء شهداء الثورة .
و دعونا نتفق ان العسكري لن يقبل برئيس مدني يكون القائد الاعلي للقوات المسلحة الا بضامانات و لذلك كان من الضروري وجود دستور يضمن حقوق الجميع و يحفظ الانتخبات من تلاعب المسيطرين عليها ..
سيدي الفاضل فقد أتحت لنفسك فرصة ذهبية وأستطعت ان تُقنع الكثير بصدقك و اهدافك و عليك ان تستغل نشوة الاتجاه الاشراكي في مصر بعد طول غياب و تبدأ العمل علي الارض و الوصول للشارع و توحيد و قيادة الاتجاه الاشتراكي في مصر الذي يتزايد مؤيدوه .. و بأذن الله سوف تجني ثمار كل ذلك سواء في الانتخبات البرلمانية القادمة او الرئاسية , صحيح انه من الصعب قبول فكرة عدم وجود رئيس مثلك في هذه الظروف و لكن الخطأ كان مشترك للجميع مروراً بنسبة الامية العالية و اختلاف القوي الثورية و عدم توحدها و تخبط الرؤية المستقبلية و ادارة المرحلة الانتقلية و غيرها من الاخطاء .. و الفترة القادمة لابد ان تشهد أستقطاب واضح للحركات السياسية في مصر سواء الاسلام السياسي او الليبرالي او الاشتراكي بمختلف توجهاته .. فهي دعوة لتوحيد الصف و نشر الفكر !!